recent
أخبار ساخنة

هل يجوز لي قول ( اللهم عجل في وفاتي واجعل الموت راحة لي من كل شر ) ؟



ج / الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، أمَّا بعدُ؛
فتمني الموتِ لضرٍّ نزلَ بالمرءِ في الدنيا = مكروهٌ.
أمَّا تمنيه مخافة الفتنة في الدين = فجائزٌ.
وبه يجمَعُ بين الأدلَّة التي وردَ فيها النهيُ عن التمني، والأدلة التي ظاهرُها جوازُه.
وذلك لأنَّ الأحاديثَ التي وردَ فيها النهيُ مطلقًا = قد وقعت قيودٌ له بقولِه صلى الله عليه وسلم: (لضرٍّ نزلَ به في الدنيا)، فدلَّ على أنَّ المحظور التمني لضرٍّ دنيويٍّ، أمَّا التمني لضر في الدين كمخافة الفتنة فجائز.
وكذلك التمني لمصلحة أخرويّة كنيل الشهادة في سبيلِ الله؛ كما وقعَ لسعدِ رضي الله عنه.
قالَ الإمام البغويُّ رحمه الله: يُكرَهُ تمنِّي الموتِ من ضُرٍّ أصابَهُ في نفسِه أو مالِه، أمَّا من الخوف على دينه لفسَاد الزَّمان فلا يُكرَه.
وقد وردَ تمني الموتِ لمخافة فتنةٍ عن بعض الصَّحابة رضي الله عنهم.
فقد صحَّ عن عمرَ رضي الله عنه أنه قالَ: اللهم قد ضعفت قوتي، وكبرت سني، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليكَ غير مُضيِّع، ولا مقصِّر.

فما جاوَزَ ذلك الشهر حتى قبض رحمه الله.
والله تعالى أعلى وأعلم.

الشيخ محمد سالم بحيري
ـــــــــــــــــــــ
** عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) رواه مسلم (2682) .
وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ , فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلا فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي , وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) متفق عليه .
google-playkhamsatmostaqltradent